شبكة قنديل الاخبارية

السودان  في مفترق طرق مابين خيار  تواصل الحرب وكيفية إيقافها

..السودان  في مفترق طرق مابين خيار  تواصل الحرب وكيفية إيقافها ….

 

…النيل مكي قنديل أبوسديري

..الحرب المجنونة لم تزل تتصاعد في الخرطوم بعد أن  دخلت شهرها الثالث والأفق لم يزل  مسدودا  تماما لإيقافها ولا أمل أن يجد من يعيش في الخرطوم  موطيئ قدم لمخرج آمن من أتون نيرانها المشتعلة زمنا أطول بعد أن

أستغلته قوات الدعم السريع  كدروع بشرية هروبا من قصف طائرات الجيش المتواصلة يوميا …..

..الأخبار اليومية تتواتر من الجيش من أنه  قد أبدى صمودا لافتا وذلك بقصفه لمواقع مهمة بالخرطوم بحري وأم درمان والخرطوم ، وفي الإتجاه المقابل نرى  قوات  الدعم السريع لم تزل  منتشرة  في شوارع الخرطوم ،  وهم لا يزالون مرتكزون على  مواقع إستراتيجية ومن جهة أخرى نرى   الجيش متواصلا في طلعات طيرانه بداخل ولاية الخرطوم وهو يرصد بدقة مواقع الدعم السريع ، إلا أن تلك الحرب نراها وفق معطياتي الصحفية قد دخلت مرحلة جديدة لم تدر بخلد المحللون السياسيون وذلك بتذويذ  الدعم السريع بطائرات مسيرة مستجلبة من دولة الأمارات وقد قام باستخدامها في تلك الحرب ، رصدنا   ذلك في سلاح المهندسين أم درمان ، ومن وجهة نظري الخاصة بأن تلك الطائرات لم يكن لها أثرا واضحا في تغيير دفة الحرب لصالح الدعم السريع لأنها لم تزل في مراحلها الأولية ، كما لم  توظف التوظيف الأمثل لخلخلة تماسك الجيش بشكل أو بآخر ، ومن جهة أخرى نرى بأن قوات الدعم السريع لم تزل تتمركز بداخل المستشفيات متخذة من ذلك كخط دفاع متين إذ من المستعبد أن ينجح الجيش في استخراجهم منها بشكل نهائي حين إتخاذ القرار  بقصفها بالطائرات ولكن ما الحل إذن في هذه الحالة ….؟؟

..في هذه الأيام والحرب لم تزل مندلعة تبرز على السطح تلك الكتابات المتعددة ، منها من يسير خلف تيار الدعم السريع وذلك بتعدد إنتصاراته وسيطرته على العديد من المواقع الاستراتيجية ، وكتابات أخرى  تكيل التهم للحرية والتغيير باعتبارها هي من أشعل تلك الحرب ، ونوع كتابات ثالثة تركز كثيرا على ( الكيزان ) من  أنهم يقودون تلك الحرب  ويبدو موقعهم فيها   كرأس حربة للجيش  يبردون دائما   في الصفوف الأمامية ، والحرب تتوسع متخذة لها طابع آخر خطير وذلك بتمددها إلى الابيض وكادوقلي ودارفور ، وتلك المحرقة البشرية التي حدثت في الجنينة بعد مقتل واليها بطريقة بشعة على أيدي الدعم السريع على الرغم من نفيه لهذه الجريمة المتوحشة التي تقشعر لها الأبدان ، ولو طرحنا سؤالا في هذا الصدد : هل هذه الحرب والتي دارت في الجنينة  هي مجرد حرب قبلية كالتي حدثت من قبل ..أم هي حرب تطهير عرقي خطير مثل ما نتابع  في بعض القنوات الفضائية العالمية وما تجود لنا به  بعض الأخبار الموثوق فيها لتفريغ المدينة من سكانها الحقيقيون وإستبدالهم بعرب غرب أفريقيا من تشاد ومالي والنيجر وأفريقيا الوسطى مثل ما خطط له الدعم السريع  منذ مدة طويل وبصبر وصل مداه ؟؟؟؟ ، كما أن عبدالعزيز الحلو قد انتهز فرصة انشغال الجيش بحربه في الخرطوم وقام بتحريك جيشه لاحتلال مواقع استراتيجية في كادوقلي والدلنج متخذا من ذلك ليا لزراع الجيش ، كما أن الدعم السريع لم يزل يتسيطر  على مواقع مهمة في الفاشر ونيالا وكتم ،

..إذن إمتدت نيران حرب الخرطوم إلى كردفان وجبال النوبة ودارفور وبصورة كثيفة وهي  لم تحسم بعد ، بعض المصادر تشير الى أن  الجيش بطيئا أكثر مما يجب في حركته لحسم معركته مع  الدعم السريع إلا أن أحد القادة الإستراتيجون أشار في تحليلاته حين استضافه  إحدى القنوات الفضائية بأن الجيش يتخذ خطة النفس الطويل والتراجع   ثم الحصار من جديد لضرب خصمه  وهكذا ..

..ورد في الأخبار بالأمس سيطرة فوات الدعم السريع بالكامل على موقع الاحتياطي المركزي جنوب الخرطوم بعد إشتباكات وتكتيكات تواصلت لساعات طويلة  من خلال حرب  نوعية هجومية لم نشهدها من قبل حسب مراقبتنا لها عن كثب ، مخلفة وراءها مئات القتلى والجرحى ، في نفس الوقت يتردد في الأسافير بأن الجيش يعد خطة محكمة لإعداد كمين عسكري عبر سلاح الجو سيسفر عنه استرداد هذا الموقع الاستراتيجي المهم لاحقا  ، والميديا تطفح بالكتابات العديدة المنجرفة أكيد خلف تيار إحدى الطرفين وهكذا لنظل ندور خلف دائرة زر الغبار الكثيف خلف العيون زمنا أطول ، لتغيب عنا الحقيقة الجوهرية ، لنظل نبحث عنها بداخل تلال من  المنشورات والصور والفيديوهات ربما المدفوعة الثمن من أحد الطرفين ..ربما .

..من خلال تحليلي هذا أقرأ بأن السودان في تلك الأيام العبوسات الكالحات يمر بأسوأ ظروفه السياسية ، ونراه عبر هذه الحرب قد أدخل نفسه في نفق مظلم لا يتكهن أحد   حتى اللحظة كيفية الخروج منه ، إذ ليس هناك  في ظل الحرب المندلعة منذ مايزيد عن شهرين منتصر أو مهزوم فقط نرى دمار بنية تحتية وجثث موتى والسنة نيران متصاعدة من الكثير من البنايات بولاية الخرطوم ، واقتحام لمنازل المواطنين ونهب  كل مقتنياتهم بعد وضع يدهم على محالهم التجارية وسياراتهم …

..إذن ما الحل في هذا الصدد ….؟؟؟؟

هل نغض الطرف عن تلك الحرب اللعينة وهي تغضي على الأخضر واليابس ، أم نستنهض ؟القوى السياسية والتي اختفت عن المشهد السياسي بشكل مخزي لجلوس الطرفين حول مائدة مفاوضات سودانية خالصة دون السماح لأي وسيط أجنبي سواء كان عربيا أو أفريقيا أو من الاتحاد الأوربي أو امريكيا أو روسيا منعا لتدويل تلك الحرب الملعونة …..؟؟؟؟

..تختار القوى السياسية وسطاء منهم محايدون   يتراضون عنهم ، يثق فيهم الجيش والدعم السريع ، لبحث أس المشكلة والعمل على حلها ، ليبدوا  أكثر واقعية وشجاعة وذلك بإعترافهم بالآخر بروح وطنية عالية متجاوزة لكل تلك ( الغبائن )  القديمة ، وعبور جسر القبلية المنتنة والأثنية والجهوية المتخلفة ، والنظر فقط إلى السودان الوطن الواحد ماقد كان وما سيكون …

 

… أبوسيدري ..

 

 

 

دنقلا ..

26 / يونيو/ 2023

 

..

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.