شبكة قنديل الاخبارية

هل يكون البند ( 99 ) الفرصة الأخيرة لايقاف الحرب الهمجية بقطاع غزة والضفة ….؟؟؟؟

هل يكون البند ( 99 ) الفرصة الأخيرة لايقاف الحرب الهمجية بقطاع غزة والضفة ….؟؟؟؟

اسيا العتروس

الروصيرص : شبكة قنديل الإخبارية

هي المرة الاولى التي يلجا فيها الامين العام للامم المتحدة لاخراج اخر الاسلحة القانونية المتبقية لديه من النسيان في محاولة لتحذير مجلس الامن الدولي و دفعه للتحرك لانهاء المجزرة المفتوحة في غزة , و تحرك مجلس الامن في هذه الحالة يعني شيئا واحدا وهو عدم لجوء واشنطن الى استخدام الفيتو لاجهاض هذه الفرصة الاخيرة لايقاف حمام الدم الذي دخل بالامس شهره الثالث على التوالي في الوقت الذي تواصل الة القتل حصاد الارواح و اقتراف عشرات المجازر الادمية في قطاع غزة المنكوب ..سطر واحد يلخص البند 99 و يقول انه ” للأمين العام أن ينبه مجلس الأمن إلى أية مسألة يرى أنها قد تهدد حفظ السلم والأمن الدولي”.و هو ما يعني صراحة و ان الامر بلغ تهديد السلم و الامن الدوليين و مكمن الخطر ان نشأة الامم المتحدة و ميثاقها ارتبط بضمان الامن و السلم و الدوليين و في حال انهيارهما فان الامر يتجاوز لعبة المصالح  الضيقة للقوى الكبرى و الممسكة بورقة الفيتو و يستوجب التحرك جديا لتجنب الانهيار و الخطر القادم …فهل ان الامين العام سيتمكن من تفعيل هذا البند و تجنب الاسوأ و هو استمرار حرب الابادة الجماعية في غزة و ايقاف همجية الاحتلال المدعوم من حليفه الامريكي فهذه مسألة اخرى غير محسومة و اغلب التجارب القريبة و البعيدة اظهرت ان واشنطن لا تقبل بالمس باسرائيل …

لكن قراءة دقيقة للمشهد في ظل حمام الدم المستمر تؤكد ايضا ان هناك تململ داخل المؤسسات الرسمية الامريكية الرافضة لهذا الانحياز الاعمى لممارسات جيش الاحتلال الاسرائيلي و ان هناك تحركات شعبية واسعة باتت ترفض الرواية الاسرائيلية و تطالب بوقت القتل الاعمى في غزة و ان هناك ايضا منظمات حقوقية ترصد انتهاكات الاحتلال و تدعو الى محاسبة الادارة الامريكية على توفيرها السلاح الذي تستعمله اسرائيل لهدم البيوت على رؤوس اصحابها و قتل الاطفال و تشويههم و ان هناك مؤشرات داخل الكونغرس على تنامي رفض استمرار تسليح اوكرانيا و اسرائيل ..و هي كلها الى جانب ردود الافعال الرسمية المسجلة في عديد العواصم الاروبية التي باتت تتحرج من الاتهامات لها باعتماد سياسة المكيالين في تطويع  القانون الدولي و توفير الحماية لاسرائيل رغم كل جرائمها قد تكون عناصر مهمة في الدفع الى تفعيل هذا البند الدستوري الذي يعني صراحة و ان الامين العام للامم المتحدة قد استنفد كل الوسائل المتاحة لدفع اسرائيل لايقاف القصف و ان صبره قد نفذ ايضا و لم يعد بالامكان الصمت اكثر مما كان .

للوهلة الاولى قد يبدو و كأن هناك مجال للتفاؤل و ربما الخروج من دائرة الجحيم المفتوح في غزة و لكن سيكون من السابق لاوانه الانسياق وراء التفاؤل بامكانية تحقيق الامين العام للامم المتحدة هدفه من وراء استخراج البند ال99 من الاهمال ..اذ سيتعين انتظار نتيجة اجتماع مجلس الامن الدولي اليوم لاستقراء الى اين يتجه المشهد و الى ايت تسير بوصلة الحرب التي يديرها ناتنياهو و هو الذي يامل من خلال اطالة امد الحرب في اطالة عمر حكومته و تجنب بالتالي المحاكمة و المسائلة على مختلف جرائم الحرب المقترفة من غزة الى الضفة و قبل ذلك مواجهة غضب شريحة واسعة من الاسرائيليين التي تحمل حكومته الامنية مسؤولية الفشل الذريع في قراءة الانذارات المتواترة التي سبقت عملية طوفان الاقصى و ما الحقته باجهزة الاستخبارات الاسرائيلية و الموساد الاسرائيلي  من  اهانة لقياداتها وتمريغ في الوحل ..

ازاء ما سبق لم يكن من المفاجئ ان تثير  رسالة غوتيريش الى مجلس الامن حنق اسرائيل التي نددت كما كان متوقعا بموقفه و اعتبرته مصدر تهديد الامن و السلم العالمي ..و تعتبره عارا على المنظمة و تتهمه بحماية و دعم حماس وهو الموقف الاسرائيلي ذاته كلما تعلق الامر بالتوجه نحو ردع الاحتلال و منع جرائمه …و في انتظار ما ستؤول اليه الساعات القادمة و ما اذا سيسجل العالم وجود صوت عاقل يدفع الى ايقاف المجازر المستمرة في القطاع و الضفة …فان كل الاحتمالات تظل قائمة بين امكانية توجه انتباه ادارة بايدن الى  فرملة مكابح اسرائيل الحربية و تحويل البند 99 الى فرصة لايقاف الحرب و منح اهالي غزة فرصة التقاط الانفاس و السماح للمنظمات الانسانية للقيام بمهمتها لتوزيع الاغاثة  و توفير الخيم لاصحابها و الحد من المعاناة غير المسبوقة التي يوجهها  نحو مليوني من المشردين و المهجرين في غزة  الى مستحقيها و بين مواصلة رفع الضوء الاخضر لمواصلة الجحيم ارضاء لاسرائيل و نزولا عند املاءات ناتنياهو و عصابات المستوطنين ..

كاتبة تونسية

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.