شبكة قنديل الاخبارية

السودان الان زيارة ستة مبعوثين للخرطوم.. هل تغيث (الإطاري) أم تصد الضيف (الروسي

 

مصدر الخبر / صحيفة الانتباهة

تقرير: عماد النظيف

يبدو أن المجتمع الدولي يريد أن يرمي بثقله في العملية السياسية الحالية المتمثلة في الاتفاق الاطاري الموقع بين المدنيين والعسكريين التي انطلقت في مطلع ديسمبر الماضي.

ووصل أمس ستة مبعوثين دوليين للخرطوم لإنهاء حالة الانسداد السياسي بين الفرقاء وتوسعة قاعدة المشاركة في التسوية، مما يمهد الطريق لحكومة انتقالية بقيادة مدنية.

ويأتي ذلك بالتزامن مع زيارة وزير الخارجية الروسي للبلاد، مما يعكس حالة الاستقطاب الحاد دولياً وتخوفات المجتمع الدولي من تداعيات انزلاق الأوضاع نحو الفوضى.

تأكيد التزام الأطراف

وقال عضو المجلس المركزي للحرية والتغيير الريح محمد الصادق لـ (الانتباهة) إن زيارة المبعوثين الدوليين للسودان تمثل التزاماً دولياً مهماً لدعم العملية السياسية في السودان الهادفة لإنهاء الانقلاب ودعم الحكومة المدنية القادمة، وهو تأكيد على ضرورة اكتمال هذه العملية ووصولها لنهاياتها.

وأوضح الصادق أن المبعوثين سيعقدون لقاءات مع الأطراف الموقعة من العسكريين والمدنيين، وزيارتهم تأتي لتأكيد التزام الأطراف بالحل السياسي النهائي وتأكيد التزام الدول المنخرطة في دعم العملية السياسية بمساعدة السودان في معالجة أزمته الاقتصادية حال تم تشكيل حكومة مدنية ذات صلاحيات كاملة.

تأمين اتفاق نهائي

وبعد وصوله مطار الخرطوم ببضع دقائق أكد المبعوث البريطاني الخاص للسودان وجنوب السودان روبرت فيرويذر دعمهم للاتفاق الإطاري والجهود الجارية لتوسيع المشاركة.

وغرد فيرويدز قائلاً: (من الرائع أن أنضم إلى زملائي من الاتحاد الأوروبي فرنسا والنرويج وألمانيا وأميركا في هذه الزيارة إلى السودان).

وأضاف قائلاً: (نحن متحدون وراء اتفاقية الإطاري، بالإضافة إلى الجهود الجارية لتوسيع المشاركة وتأمين اتفاق نهائي سريعاً لتشكيل حكومة بقيادة مدنية).

التعاون الاقتصادي

وانعقد صباح الأمس بقاعة الصداقة بالخرطوم اجتماع رؤساء وممثلي القوى الموقعة على الاتفاق السياسي الإطاري مع المبعوثين الدوليين الزائرين للسودان، مساعد وزير الخارجية الامريكي بالإنابة بيتر لورد ومبعوثة الاتحاد الأوروبي للقرن الإفريقي انيت ويبر والمبعوث البريطاني الخاص للسودان وجنوب السودان روبرت فيرويدز والمبعوث الفرنسي الخاص للقرن الإفريقي فريدريك كلافيه والمبعوث النرويجي الخاص للسودان وجنوب السودان جون انتون وثورستن هوتر رئيس شعبة القرن الإفريقي بالخارجية الألمانية، إضافة لسفراء كلٍ من الاتحاد الأوروبي، الولايات المتحدة الأمريكية، المملكة المتحدة والنرويج وفرنسا والمانيا.

وشملت أجندة الاجتماع الاطلاع على مجريات العملية السياسية في مرحلتها النهائية، حيث عرضت القوى الموقعة على الاتفاق الاطاري تصورها للخطوات القادمة وأهم التحديات وكيفية تلافيها لضمان الوصول لاتفاق سياسي نهائي في أسرع فرصة ممكنة.

وجدد المبعوثون الدوليون دعمهم للاتفاق الاطاري الموقع في الخامس من ديسمبر ٢٠٢٢م، باعتباره الأساس الوحيد للوصول إلى التوقيع على اتفاق نهائي تتشكل بموجبه حكومة مدنية ذات مصداقية تضطلع بمهام إدارة الفترة الانتقالية، وأكد المبعوثون الدوليون على تقديم الدعم للشعب السوداني لتحقيق أهدافه وتطلعاته الى الانتقال الديمقراطي والتحول المدني، واستئناف برامج التعاون الاقتصادي عقب تشكيل الحكومة المدنية على أساس العملية السياسية الجارية.

وقال مساعد وزير الخارجية الامريكي بالإنابة بيتر لورد عقب اجتماع المبعوثين الدوليين مع رؤساء وممثلي القوى المدنية الموقعة على الاتفاق السياسي الإطاري قال: (نحن هنا لنؤكد دعمنا للاتفاق السياسي الإطاري، ومن الواضح أن الاتفاق السياسي الإطاري الذي تم التوقيع عليه في الخامس من ديسمبر يعتبر الأساس الأمثل لتكوين الحكومة المدنية القادمة في السودان، والأساس الأمثل لتأسيس الترتيبات الدستورية التي ستفضي إلى فترة انتقالية تنتهي بانتخابات، ونأمل من الأطراف الموقعة الإسراع في تكوين حكومة مدنية لديها القدرة على إخراج السودان من الأزمة الاقتصادية والسياسية الحالية).

توسعة قاعدة المشاركة

وفي المقابل قالت السفارة الأميركية في الخرطوم إن مبعوثين وممثلين من الاتحاد الأوروبي (فرنسا، ألمانيا، النرويج، المملكة المتحدة) والولايات المتحدة، سيقومون بزيارة مشتركة إلى الخرطوم يومي السابع والتاسع من فبراير الجاري.

وأكدت أن زيارة المبعوثين تأتي في أعقاب التوقيع على الاتفاق الإطاري وما تلاه من تقدم في المرحلة النهائية للعملية السياسية، وكشفت عن أن المبعوثين سيلتقون الموقعين على الاتفاق الإطاري، بما في ذلك الموقعون المدنيون والبرهان وحميدتي وقادة المجموعات غير الموقعة وممثلو المجتمع المدني والشباب والنساء.

وأوضحت أن المبعوثين سيعبّرون عن دعمهم القوي للجهود الرامية إلى توسيع قاعدة المشاركة في الاتفاق السياسي واستكماله بسرعة، مما يمهد الطريق لحكومة انتقالية بقيادة مدنية.

قضايا الصراع الدولي

ورأى المحلل السياسي محيي الدين محمد محيي الدين أن الزيارة ترمي لضمان موقف سوداني مؤيد لرؤيتهم بشأن قضايا الصراع الدولي في إفريقيا والتنافس مع روسيا في غرب إفريقيا والبحر الأحمر, واللقاء مع قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي وكذلك الكتل المعارضة للاتفاق الإطاري يهدف لتقريب الشقة بينهم والدفع نحو سودان مستقر وآمن.

وحول توقيت الزيارة قال لـ (الانتباهة): (الزيارة بمثابة قياس لسخونة القضايا، كما انها تتزامن مع زيارة وزير الخارجية الروسي للسودان، وبالتالي فإنها تأتي لضمان مصالح هذه الدول ومنع تطور علاقات السودان مع روسيا على حساب مصالح كل دولة، وكذلك مصالح التحالف الدولي المناهض لتوسيع روسيا دوائر نفوذها في العالم).

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.