شبكة قنديل الاخبارية

سبب الحرب الحقيقي ..

سبب الحرب الحقيقي ..

د. منى أبوزيد..

الروصيرص : شبكة قنديل الإخبارية ..

يبدو أن الدول الإفريقية التى حررت من الإستعمار و عبوديته ، لم يتم إكتمال تحررها الحقيقي حيث توالى حكم العساكر الذين قام حكمهم اغلبه على زرع العنصرية والتفرقة بين شعوبها .. وذلك لتستمر دكتاتورية حكم البوت على الشعوب وإن دل ذلك إنما يدل على أن الفكر المضلل الذى تركه المستعمرون جاء بحريات غير مكتملة مما جعل الدكتاتوريات هى شكل للحكم فى غالبية افريقيا ولم ينتهى هذا الحكم المتسلط الا بحروبات فى بعضها وثورات فى البعض الآخر ; ولكن حتى هذه الثورات معظمها لم ينتج عقبها حريات او حكم مدنى مستقر بشكل واضح .
والسودان نموذجا واضحا بأن الإستعمار خلف له المشاكل المستعصية التى لم ينتهى فيها حكم البوت الى الآن !! ولم تنجح ثوراته على الرغم أنه اكثر الدول فى المنطقة الإقليمية قامت فيه ثورات كبيرة وبجسارة تم تبديل الحكم الى الديمقراطية ولكن كل مرة يتكالب عليها العسكر بمجرد بدئها ودون اى محاكمات او إدانات تضيع الارواح والحقوق سدى !!!! هكذا كأن شيئا لم يكن .
إن جئنا لحقيقة الامر هذه السنياريوهات المتكررة وبشكل كربونى السبب الأول والأخير فيها نحن الشعب الذى ندعى أننا مغلوبين على امرنا ولكن نحن من نغلب امرنا علينا بأيدينا!!! عندما لا ندرى ماذا نريد ، كيف نريده ، نخون بعضنا ، نلاحق مصالحنا الخاصة ضد اى مبدأ وضمير ، نعمل على إفشال اى إتفاق او شئيا يوحدنا، نسامح العسكر ونحن نعلم تمام العلم أنهم الجهة الوحيدة التى قتلتنا، شردتنا، ضيعت اى حق وثروة عظيمة فى بلادنا لأجل راحتهم وإغداقهم وذوويهم بالنعم التى استكثروها علينا كشعب ، والجريمة الأكبر أنه تمت أدلجت هذه المؤسسة العسكرية لتعمل على صالح مجموعات محددة وآخرها حكم الإسلام السياسي الذى ظهر فى شكل الجبهة الإسلامية الذى كل فعله كان بعيدا كل البعد عن الإسلام مما ارتكب جرائم يندى لها الجبين وتحزن عليها الإنسانية بأنه يوجد فى هذه البشرية ما يتصفون بهذا الإجرام البشع وعلى من ؟ على بنو جلدتهم وشركائهم فى الأرض والماء والكلأ وبتجبر بالغ وشنيع !!!
لا اعلم الى متى سنظل نحن كشعب نتلاعب على بعضنا البعض ويتماهى كثيرا منا و من السياسيين فى تبادل ادوارهم تحت مسمى الوطنية والحرص على الوطن وتحت هذه الأجندة تمرر مصالحهم الخاصة وخاصة جدا ،، حتى على مستوى مخجل ، فمثلا أن يأخذ البعض مرتب ضئيل شهرى لا يفى بغرضه ولا يرمم ذمته من التصدع الذى اصابها، بل تزيده تلك الذمة المباعة سوءا وحقدا على شركائه فى الوطن وهم الشرفاء الوطنيين حقدا، ، فيلحقهم بالسباب والاتهامات الباطلة ليس لشئ غير لراتبه و مصلحته، وظيفته، ويحافظ بعنف على ذمته المتسخة ونضالا منه بأن هذه هى الحياة الكريمة ويجب عليه الدفاع عنها !!!
مثل هؤلاء الاشخاص لا عتاب عليهم فقد يكونوا لا يعلمون عن الضمير شيئا بل لربما وصل إلى إدراكهم عن طريق الخطأ أن ما يفعلون فيه هو الضمير ولا غضاضة فى زمن انقلاب الموازين انقلب كل شئ واصبح وزن الضمير بقدر المبلغ المستلم.
ما هكذا تورد الإبل إيها السودانيين الأحرار ، ما حدث ببلادنا وبين بعضنا البعض يعتبر من عجائب الدنيا التى بمهارتنا اضفنا عليها واحدا فاصبحت ثمانية (٨) فقط بغياب الوعى لما يحدث علينا وغياب الضمير ممن يبعوننا واوطاننا بثمنا بخس ليشتروا دنيا فانية لا تسمن ولا تغن من جوع ..
سبب الحرب الحقيقي تهاوننا بأنفسنا وببعضنا وبحقوقنا ، ما لم نوعى لما نفعله فى بعضنا لن ينصلح الحال ولن تقيف الحرب ..
#لا للحرب ✋
#السلام حقنا ولابد يشبهنا لنشبهه✊

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.