شبكة قنديل الاخبارية

ماحقيقة دولة البحر والنهر ..؟؟؟

..جمر الكلام ..

..النيل مكي قنديل أبوسديري ..

..ماحقيقة دولة البحر والنهر ..؟؟؟

..طالعت اليوم منشورا في إحدى منصات التواصل الإجتماعي وهو عبارة عن خطاب موجه بشكل مباشر للرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الحكومة المصرية  من لجنة الإدارة الأهلية بولايتي الشمالية ونهر النيل ، فحوى الخطاب يطالبون فيه الانفصال من دولة جمهورية السودان الأم والإنضمام إلى مصر في شكل تكامل معها ، وهي تريد أن  تمضي في هذه الخطوة وذلك لتقارب ثقافتهم والمصريين باعتبارهم أكثر قربا من مصر من حيث المسافة والتداخل منذ أمد بعيد وهذا يبرز في حلفا ومنطقة النوبة بشكل عام وأفادت في خطابها هذا بأنها تضررت كثيرا من الحكومة المركزية منذ الاستقلال في 1956 ، عانت من التهميش والإهمال الظاهر في الخدمات والبنيات التحتية ، وتأثر اقتصادها وحالتها المعيشية جراء الحروب التي ظلت مشتعلة لتواريخ طويلة كحرب الجنوب ودارفور وأخيرا حرب الخرطوم والتي مازال كل الشعب السوداني يسدد فاتورتها الباهظة الثمن ، وقد حددت في خطابها تلك الدولة والتي تشمل ولايات النيل الأبيض والجزيرة وسنار وولايات الشرق بالإضافة إلى ولايتي الشمالية ونهر النيل ، وتلك الخارطة هي ما تسمى دولة البحر والنهر بعيد عن ولايات دارفور وجنوب كردفان وشمالها والنيل الأزرق ، أنا مؤيد لهذه الخارطة التي ذكرت في هذا الخطاب لكني اتحفظ الإنضمام لمصر بأي حال من الأحوال،  فتلك المساحة التي تضم ولايات غنية بمواردها من زراعية وثروة حيوانية ومعندية وساحل طويل ممتد على البحر الأحمر وكادر بشري متعلم مؤهل أن ينخرط في مشاريع التنمية المتعددة التي حتما ستنشأ على تلك المساحة الكبيرة ويمكن أن تأتي بمردود أكبر وأجود ، هذه الدولة الحديثة يمكن أن تولد وتنمو وتترعرع اذا ما كانت هناك جدية في من طرح هذه المبادرة الجريئة ، حتما سيخرج علي قراء كثر يتهمونني بالعنصرية والإستعلاء على بقية الاثنيات السودانية التي لا تنظر ابعد من قدميها ، فأقول لهم السودان وطن كبير مترامي الأطراف اذا ما اتفقت مجموعات محددة أن تنفصل من الوطن الام طالما أن هناك أسباب كثيرة تدفعها للإتفصال وإقامة دولتها الخاصة بها طالما أن السودان وطن قارة يسمح بقيام دول متعددة كمثل دولة جنوب السودان التي ارتضى شعبها أن يقيم دولته الخاصة به فبنفس تلك التجربة فما المانع من قيام دولة البحر والنهر علما بأن السودان سيظل أرضا محروقة زمنا طويلا ..وهذا ليس هروبا من حضن الوطن الكبير بل تاريخنا السياسي السوداني المضطرب المتوتر قد فرض قسرا قيام تلك الدولة ولو بعد حين….

 

..قنديل ابوسديري

 

الروصيرص 7 / نوفمبر / 2023

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.