شبكة قنديل الاخبارية

أين نصيب الورثة في الإبداع الغنائي الذي تبثه القنوات ؟

 

شذرات الفكر

محمد هرون عمر

أين نصيب الورثة في الإبداع الغنائي الذي تبثه القنوات ؟


درجت القنوات الفضائية السودانية على استضافة مطربين مقلدين شباب ومطربات شابات للتغني باغنيات رائعة خالدة سالفة. لفنانيين راحلين وبعضهم على قيد الحياة.. قانون المصنفات يحدد متى يكون النص ملكيتة مشاعة؛ في الحقل الفني والأدبي بطباعته أو إمتلاكه أو الاستفادة منه كعمل تر اثي مشروع ربما يفقد الورثة. حقهم بعض مضى نصف قرن كما نص القانون.. من أجل الحفاظ على النص الأدبي والفني وأيضا العلمي.. تلاحظ أن تلك القنوات ومن أجل جذب وسحر المشاهدين للترويج لسلع تجارية يحقق بثها عائدًا ماليًا كبيرًا يسيل له لعاب قارون.. تلك القنوات إذن هدفها تجاري تربحي اولاً ثم يأتي دور خدمة قضايا الفن والأدب ثانيًا.. هذه القنوات تدرك. جيدًا بأن غناء الفنانيين الجدد غث وهزيل ولا يجد أذنًا صاغية معظمه ضعيف مبتذل نتيجة؛ لضعف الموهبة. وضعف الآداء وعدم الصبر والتركيز واختيار النصوص الشعرية الجيدة والملحن المتميز… هذا التعدى على حقوق الراحلين والأحياء تتسبب فيه تلك القنوات التي تفرض على المطربين التغني بعيون الغناء السُوداني بعض المطربين لايزالون على قيد الحياة وبدلًا من استدعائهم ليتغنوا بابداعهم لكسب (العداد) يأتي مطرب شاب ليرتشف ذاك الرحيق الفني بغير إذن من المبدع أو الورثة وقد يشوهه ما ابدعه المطرب كما حدث لنصوص كثيرة تم تشويهها بسؤ التقليد الببغائي .. في مصر يطبق قانون المصنفات بدقة. حيث يجد المطرب والشاعر والملحن والعازف حقوهم كاملة الذين توفاهم الله يُعطى العائد للورثة.. أما هنا فيقع الظلم البيّن على الأحياء والأموات وذلك لشره ونهم القنوات بالاستفادة من الإرث الثقافي وتجييره لمصلحتها ماليًا وفنيًا.. استفسر ت احد الو رثة فقال لي لم يُعط شيئًا من غناء والده الراحل ثمة جهد فني وفكري. ابداعي بذله المبدعون الراحلون بعد أن تركوا تلك الثروات الفنية التي ورثها من لا يستحقها ليظل الوريث الشرعي بعيدًا عن حق الملكية الفكرية التي تركها له والده كم. من مطربين شاخوا ويعانون من شظف العيش ومنسم البؤس ولا يلتفت لهم أحد بعد أن فقدوا بريق النجومية بفعل الشيخوخة ويرتزق بابداعهم من لا يستحقه.. لابد من تفعيل قانون الملكية الفكرية الذي يضبط إيقاع التعامل مع النصوص .. ليأخذ الورثة حقوقهم وهذا لن يتأتى إلا إذا تدخلت الدولة في المصنفات الأدبية وتابعت هذه التجاوزات وإرجاع الحقوق لمستحقيها.. لايمكن أن يُترك للقناوات الفضائية. الحبل على الغارب لكيلا تتصرف في الميراث الفني، كما يحلو كما لو أنها تمتلك. حقا شرعيًا في استغلاله وبثه .. أحياء التراث وحفظه مهم ولكن لابد أن يكون بالعدل..وبأخذ الأذن من المالك..

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.